«هدوء نسبي» ذاكرة تستعيد ما نسيته الدراما العربية

ملفات وبرامج منوعة

أكثر من 150 ممثلاً، بينهم 20 ممثلا يؤدُّون أدواراً رئيسية، وهناك 180 مكاناً بين سورية والقاهرة اختيرت مواقع لتصوير مسلسل «هدوء نسبي» الذي كتبه الروائي السوري خالد خليفة واختار اسمه بشكل نهائي، بعد أن كان من المقرَّر اختيار اسم «بغداد... زمن الحب والموت» ليكون العمل هو أول عمل عربي يتناول الغزو الأمريكي للعراق ويروي معاناة الصحافيين العرب وقتلهم أثناء تغطيتهم الحرب.

ما لم تتناوله الدراما العربية بجدية منذ بدء الحرب الأمريكية على العراق، تناوله كاتب العمل خالد خليفة، الذي استغرب عدم تناول الدراما العربية عملا يتناول أحداث الحرب الأمريكية على العراق، . كما أكَّد الروائي والسيناريست خليفة، أنَّ رصد حياة المراسلين يتضمَّن عرض وجهات نظرهم المختلفة حول الأحداث في العراق، لكن في نفس الوقت، سيكون «التركيز على الحياة المهنية كي لا نعطي ما يبرِّر للذين قتلوا الصحافيين واعتبروهم طرفاً في الحرب».. الحياة المهنية للصحفيين والأحداث الجارية هناك، لم تكن وحدها ما تطرَّق إليه الكاتب خليفة؛ حيث ركَّز أيضاً على قصة حب بين مراسل صحافي سوري (عابد فهد) ومراسلة مصرية (نيللي كريم) حيث يلتقيان بعد نشوب الحرب، إضافة إلى قصص حب أخرى كي تروي «التفاصيل الشائكة» في يوميات العراقيين، عبر عائلة عراقية تمثِّل الداخل العراقي كما سيتطرَّق العمل إلى قضايا بارزة في هذه الحرب، المسلسل الجديد من إنتاج مشترك لكلٍّ من قناتي «روتانا خليجية» و»إي آر تي» وقطاع الإنتاج المشترك في التلفزيون المصري وشركة «إيبلا» السورية، ووصلت ميزانيته- حسبما أُعلن في مؤتمر صحافي لإطلاقه- حوالي 4 ملايين دولار..
وفي مدينة حماة، بدأت كاميرا المخرج التونسي شوقي الماجري، تصوير العمل قبل أسبوعين تقريباً، وذلك للتشابه ما بين البيئة الجغرافية لمدينة حماة والبيئة العراقية. ويلعب أدواره الرئيسية، إلى جانب عابد فهد ونيلي كريم: اللبناني بيير داغر، والعراقيان باسم قهار وجواد الشكرجي، والتونسي محمد علي جمعة، والأردنية نادرة عمران، والسورية قمر خلف، والفلسطينية نادين سلامة، والمصرية أميرة فتحي.. وغيرهم.
أما المخرج التونسي شوقي الماجري، فقد قام بإخراج العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية السورية والعربية والعالمية، منها: «أبناء الرشيد» «أسمهان» و»أبو جعفر المنصور» و»الاجتياح».. وحصل على جائزة «ايمي» العالمية عن مسلسل «الاجتياح» بوصفه أفضل مسلسل، وعلى جائزة «أدونيا» بوصفه أفضل مخرج عن مسلسله «أسمهان».
المخرج الماجري والكاتب خليفة، اسمان يدفعاننا إلى التفاؤل في «هدوء نسبي»، خاصة عندما تتيح المعطيات العامة التي أمامنا مجالا للتفكير في مدى أهمية العمل ومن كافة الاتجاهات؛ سواء من حيث السيناريو أم الإخراج أم الممثلين حتى، كما يجعلنا ندرك أنه لن يكون أقل أهمية من «الاجتياح» أو «أسمهان» أو»آل الجلالي» وغيرها من الأعمال.

خالد خليفة، له العديد من السيناريوهات التلفزيونية منها: «زمن الخوف» و»سيرة آل الجلالي».. كما كتب سيناريوهات للسينما، وكانت روايته «مديح الكراهية» وصلت إلى القائمة القصيرة المرشحة لنيل جائزة «بوكر» العربية في دورتها الاولى 2008.

في الوقت الذي التفتت بعض أعمال الدراما العربية إلى حروب جرت عبر التاريخ، لتصنع منها مسلسلاً كاملا؛ ذهبت أعمال أخرى لتناول الحرب الأمريكية على العراق بطريقة تسريب بعض المشاهد التي تتعلَّق بالحرب الأمريكية، كنوع من مواكبة الحدث لا أكثر ولا أقل، على نحو بدت فيه هذه الأعمال بعيدة كلَّ البعد عن كونها تطرح قضية العراق بطريقة جدية. إلا أنَّ «هدوء نسبي» تناول الحرب الأمريكية على العراق من نواحٍ عدة، وهو أحد أهم الأحداث التي جرت على الصعيد العربي، بل ومازال تأثيره مستمرَّاً حتى اللحظة.
tongue

شكرا

«هدوء نسبي» ذاكرة تستعيد ما نسيته الدراما العربية 394210899